أ. د. مكرم خُوري - مَخّوُل
خلال العقد الأول من الحرب الباردة، كان ملايين الأميركيين العاديين يشعرون بالخوف من وجود "الحُمر" - "شيوعيين تحت السرير" -Reds Under the Bed (والتي روّج لها جون فوستر دالاس) أو بعبارة أخرى، من أن مجتمعهم كان يتعرض للاختراق السري من جانب الشيوعيين أو عملائهم.
يبدو ان غسيل الأدمغة باللغات المتعددة التي يتعرض لها المجتمع اللبناني جعلت بعضهم يشعر (عن مرض أو خُبث أو تماهي مع قيّم أمريكية) أن "الإيرانيين تحت السرير"!
واضح أن الشريحة التي تتكلم عن "حدود التدخل الجغرافي" في لبنان لرفضها انخراط إيران في الإقليم مصابة إما بالعمى الفكري السياسي البديهي.
او الانفصام النفسي schizophrenia
أو الهلع - Panic
او الجهل المطبق في العلاقات الدولية.
او تتماهى مع الاستعمار الغربي بأشكاله الحالية (عبر عملائه الإقليميين والمحلّيين) لدرجة أنها أخذت تستوعب (عن قناعة؟) وتشعر أن المحور الصهيو - أمريكي أقرب لها وأن له أحقية ويمتلك (جزء من) لبنان لدرجة أنه اختلط مع "الكبة نيّة" - فلا حدود جغرافية أو ثقافية تفصلهما لدرجة أن العدو أصبح صديق والصديق اصبح عدواً!
وهكذا يتم تبرير - لا بل الاستجداء بالصهيوني القريب والبعيد وكره الإيراني التي تربطه ليس فقط علاقات اقليمية ولكن أيضا دينية وثقافية ومذهبية وأيديولوجية (كدفاعه عن فلسطين خصوصاً في عصر #العِرقبادة !
فلماذا يطلب بعض الموارنة (إضافة إلى تدخل الفرنسي والأمريكي والخ) أيضاً (أحياناً) تدخل الفاتيكان بينما لا يستطيع الشيعة تلقي الدعم من إيران؟.
لا بل اكثر من ذلك: لماذا "مسموح" لممثلين عن بعض الدول الإقليمية أن يصولوا ويجولوا في أروقة اتخاذ القرار في لبنان بينما لا يحق للإيراني؟
عندما تقبل العقول المنهمكة بالكراهية قبول الآخر كشريك سيكون عليها إما قبول اللعبة التشاركية بدون إقصاء أو التحاور المجتمعي السلمي إبعاد اللاعبين الإقليميين!؟
مكرم خُوري - مَخّوُل - @ProfMKM
الأكاديمي المتخصص في العلاقات الدولية والإعلام السياسي. كيمبريدج، إنجلترا - الإثنين 13.08.2025